والذى كنت قد قدمت لكم فكرة عن المعنى الاساسى به وهو ان
النجاح العلمى المجرد والقدرات العقلية_( بدون ذكاء المشاعر والذى يتمثل فى قدرتنا على فهم مشاعرنا وتحديدها بدقة ثم معرفة اسبابها بصورة صحيحة ثم معرفة كيف نتعامل معها)_لا يكفى للنجاح فى الحياة بشكل عام قد يكفى للنجاح فى مجال العمل والفشل فى الزواج.....النجاح فى جنى المال والفشل فى تكوين صداقات .....وهكذا
السؤال الذى اظنه يتبادر للاذهان الان هو:
ما علاقة هذه المسائل الكبيرة(تكوين الصداقات- الزواج -العمل)بالاطفال و تربيتهم؟
ربما تظنون اننى اخطأت المنتدى( وزمان ناس بتقول حد يصحيها دى)
وان هذا الموضوع لا يتصل بالاطفال وهذا بالضبط هو الخطأ الفادح الذى يقع فيه الكثير
فالحقيقة الثانية التى يجب ان نعلمها ان الطفولة هى الوقت المناسب بل الوقت الوحيد الذى تتشكل فيه سمات المستقبل باذن الله
فنحن لكى نجنى الورود فى الربيع لا بد ان نزرعها فى الخريف ونسقيها فى الشتاء ونصبر الايام الطويلة لنجنى فى الربيع
وكل المهارات التى تريدين ان تسعدى بوجودها فى ابنك وهو رجل و ابنتك وهى عروس جميلة هى ما يجب ان نزرعه حتى قبل سن الخامسة
لان
نبدأ فى عرض امثلة لتوضيح السابق
1-هل شعرتى يوما _انت الام_ بضيق لا تفهمين سببه يعيقك عن العمل وتشعرين انه يكبلك ويسحب الطاقة من داخلك؟
هذا هو اوضح مثال لعدم قدرتنا على التعامل مع المشاعر فصاحبة هذا الشعور قد تكون على درجة عالية جدا من الذكاء العقلى ولكن لم يتم تدريبها فى الصغر على كيفية فهم ما ينتابها من مشاعر وقد يكون هذا الضيق هو خوف و ليس ضيق او هو لوم للنفس او غير ذلك وليس فى كل الاحوال تكون المشاعر ظاهرة فقد تظهر فى تصرفات تلقائية لا يعلم صاحبها نفسه لما قام بها اما انسحاب الطاقة فيأتى بسبب بذل مجهود عقلى لمعرفة سبب الضيق على مستوى اللا شعور
2- المشاعر هى رسائل فقد يكون الخوف رسالة تحذير ليقينا شر الاذى و لنأخذ احتياطنا و الغضب رسالة تحفيز للتغلب على العوائق التى تمنعنا من الحصول على مانحتاجه و الشعور بالسعادة فى صحبة الاخرين يدفعنا للاتصال بالاخرين و التعرف على ناس جدد وهكذا والحزن لفقد شخص هى رسالة لاسترجاعه
3-كلنا نعلم ان المشاعر تؤثر على التصرفات لكن الجديد الذى يقدمه هذا الكتاب لنا ان التصرفات تغير المشاعر وهذا الامر توصل اليه اطباءمتخصصين فى المخ والاعصاب وتبين لهم ان هناك مواد يفزها المخ تساعد الجسم على التغلب على االتعب و تنظم درجة حرارة الجسم وضغط الدم والهضم والنوم و نقص العدوانية والعجيب ان هذه المادة شديدة الاهمية يزداد افرازها بمجرد الابتساموذلك كما يلى:
يبتسم الانسان اوحتى يطصنع الابتسام فتنبسط عضلات الوجه ويبرد الدم مما ينتج عنه تقليل ضغط الدم الواصل للمخ ويسبب ذلك زيادة انتاج هذه المادة وهى السيروتونين اذن نحن هنا قادرين على ان نعلم اطفالنا ان يزرعوا الفرح فى نفوسهم بايديهم و ذلك بتعويدهم على رسم ابتسامة ولو مصطنعة على الوجه لأن هذه الابتسامة بالفعل ستجلب راحة الاعصاب ثم السعادة
ويتضح بالحقائق العلمية المؤكدة ان مقولة(عليك فقط بالابتسام وكل شئ سيكون على ما يرام ) هى مقولة حقيقي نماما وليس مجرد تفاؤل لا معنى له واننا عندما نعلمها لاطفالنا فاننا نعلمهم مهارة عاطفية مهمة جدا ستساعدهم طوال حياتهم باذن الله
(هل لا حظتم معى اهمية الابتسام فى ديننا العظيم،هل تبينتم الاعجاز فى قول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم :تبسمك(اى محاولة ومغالبة النفس وحملها على الابتسام)فى وجه اخيك صدقة
اذن لنضع تلخيص سريع لما سبق:
1-المشاعر هى رسائل نوجهها لانفسنا او لمن حولنا
2- اذا علمنا اطفالنا كيف نحدد هذه المشاعر ونفسر الرسالة التى تحملها لنا ومن ثم نتعامل معها فاننا نعلمهم مهارات _باذن الله _ممكن ان تغير حياتهم كلها
3- التصرفات وحركات الجسد تغير المشاعر
اطلت عليكم واتمنى ان اكون قد افدتكم والى لقاء قريب باذن الله