يُذكر أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - دخل على زوجته فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - ورأها تستاك بعود الأراك ( السواك ) . .
فقال يداعبها :
قد فُزت يا عود الأراك بثغرها : : : أما خفت يا عود ( الأراك) أراكَ ؟!
لـو كنت من أهـل القتال قتلتك : : : ما فـاز منّـي يا ( سواك ) سواكَ !!
المرأة بطبعها تحب ( المدح ) و ( الثناء ) ، وهو عامل مهم في بناء شخصيّتها ونفسيّتها ، وله دور كبير في تصفية مزاج المرأة ، وتحسّن نفسيّتها . وهذا ما يجعلها أسرع إلى التسامح والتغاضي والحب والوفاء . .
وحتى يكون ( مدحك ) حيويّا له روح واثر :
1 - امدح التفاصيل .
فالمرأة لا تريد من زوجها أن يقول لها ( طبخك اليوم لذيذ ) . . هذا يعجبها ، ويعجبها أكثر أن تدخل في التفاصيل ( ترتيب السفرة ، الملح في الطعام ، شكل الطعام ، رائحته ) . .
وحتى حين تقوم بعمل تسريحة ( شعر ) معيّنة . . يعجبها جداً أن تغوص في مدح التفاصيل .
2 - امدحها أمام أهلك وأهلها .
هذا المدح يمنحها الثقة بنفسها ، ويشعرها بقيمتها . . كما أنه يُشعرها بالأمان .
وهذا من أعظم مطلوب النساء ( أن تتحسّن ثقتها بنفسها ، وتشعر بالأمان ) .
امدح أخلاقها . .
أشكرها على أدبها أمام أبويها . .
امدح طعامها وعنايتها بأطفالها . .
3 - التعاطف وليس التوجيهات !
في كثير من الأحيان . . تحكي الزوجة لزوجها موقف ما ضايقها من بعض صديقاتها وتبدأ تسرد عليه الحدث وهي متألمة . .
الزوج يقابل حكايتها بالتحليل وتقييم الموقف ثم توجيهها .. وكان ينبغي عليك أن تفعلي كيت كيت !
هي تكرر عليه : لكن أنا ما غلطت عليها !
يعود زوجها مرّة أخرى ليحلّل لهاالموقف ويتكلم معها بمنطقيّة وأنه كان ينبغي أن يكون موقفها متسلسلاً مع المنطقيّة على ضوء تحليله للموقف !
هنا أيهاالزوج . .
الزوجة جين تحكي لك .. هي لا تريد منك حلولاً ولا توجيهات بقدر ما تريد منك ( التعاطف ) و ( المشاركة ) . .
تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة حين قصّـت عليه حديث ( 11 ) امرأة في حديث ( أم زرع ) لم يعلّق النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من مواقف الأزواج مع زوجاتهم إلاّ أن قال : ( يا عائشة أنا لك كأبي زرع لأم زرع غير أنّي لا أطلّق ) .